U3F1ZWV6ZTIwNzE4MjAyNDIyNjk5X0ZyZWUxMzA3MDgzMzYwODkyNA==

قصيدة الحب والغراب

الحجم
يا قلبًا يطيرُ مع الريحِ، يبحثُ عن حبٍّ ضائعٍ

وسوادُ الغُرَابِ يَحْكِي عَنْ أَوْجَاعٍ بِمَشَاعِرِ عاشقٍ

أجنحةُ الغرابِ تُلامسُ سماءً غابت فيها نجومُ الأملِ

يصرخُ بصوتٍ حزين، أين الهوى؟ أين حلمي المُكتملِ؟




في زمنٍ اختلطت فيه الألوان، صار الغرابُ رسولَ القدرِ

يحملُ فوق أكتافهِ حكاياتِ العشقِ وأسرارَ الدهرِ

يقولُ لِلْقُلُوبِ: إحْذَرُوا الحُبَّ إنْ سَكَنَ الظَلَالَ

فكم من عاشقٍ جفّت مآقيهُ، وكم من قلبٍ سالَ




أنا الغُرَابُ.. أسيرُ بَيْنَ الشَّوْقِ وَالنَّدَمِ، حَارسُ اللِقَاءِ

أَشْهَدُ عَلَى عَاشِقَيْنِ يَخُطّانِ الهَوَى فَوْقَ صَدْرِ السَّمَاءِ

عِنْدَمَا تَرْحَلُ الوُرُودُ وَتَبْقَى آثارُ الأنِينِ

أُغَنِي لِلْهَوَى أُغْنِيَةً، تُدْمِعُ العُيُونَ فِي حُزْنٍ دَفِين




يَا عُيُونَ اللَيْلِ السَاكِنَةِ.. أَجِيبِينِي أيْنَ المَفَرُ؟

هَلْ الحُبُّ لَعْنَةُ أَزْمِنَةٍ، أَمْ شَمْسٌ تُحْرِقُ بلا عُذْرٍ؟

كَأَنَّ الهَوَى ظِلٌّ يُلَاحِقُ الخُطَى حَتَى الهَاوِيَةِ

فَوْقَ جَنَاحِ الغُرَابِ يَطِيرُ، يَحْمِلُ كَوَابِيسَ البَرِيَّةِ




الحُبُّ والغُرَابُ.. كِلَاهُمَا وَجْهَانِ لِحِكَايَةٍ طَوِيلَةٍ

العِشْقُ جُنُونٌ مِنْ جِهَةٍ، وَمِنْ جِهَةٍ ظِلَالٌ ثَقِيلَةٍ

فَلَا تَسْأَلُونِي عَنِ النِهَايَاتِ، كُلُّهَا مَآسِي بِلا رَدِّ

وَلَا تَلُومُوا الغُرَابَ، إنَّمَا هُو رُسُولٌ لِلْحَقِيقَةِ وَالوَجْدِ




فَإنْ كُنْتَ عَاشِقًا، لا تُطَارِدْ السَّرَابَ

وَلا تَهْتَمَّ لِمَا يُقَالُ عَنْ حُضُورِ الغُرَابِ

فالحُبُّ يَبْقَى رَغْمَ الألَمِ كَزَهْرَةٍ فَوْقَ التُرَابِ

تُزْهِرُ مَرَّةً وَاحِدَةً، وَتَبْقَى فِي قَلْبِكَ دُونَ عِتَابِ

قصيدة الحب والغراب رمز النور والأمل
قصيدة الحب والغراب


وصف قصيدة الحب والغراب


في عتمة المشاعر، حيث يتشابك النور بالظل، وُلدت قصيدة الحب والغراب كصرخة تُحاكي وجدان العاشقين. الحب فيها زهرٌ يزهر لمرة، يختزل الأمل ويُضيء القلب رغم سواد القدر. أمّا الغراب، فهو رمزٌ يُحلّق على حواف الألم، يوشوش في الأذن حقائق مخبأة بين ندم اللقاء ومرارة الفراق.


تتراقص الكلمات بحريةٍ على وقع إيقاعٍ مُنطلق، تُلامس أعماق النفس بلغة مُتحررة تُحاكي الحداثة دون أن تفقد أصالتها. هنا تتجسّد ثنائية الضوء والظلال في مشهدٍ شعريّ تملؤه الرمزية، حيث يمتزج أمل الحب مع سواد الغراب كأنهما رفيقا الدرب في حكايات القدر.


هي قصيدة تُقرأ بالروح قبل العين، تُحلّق بك إلى عوالم مليئة بالتساؤلات: هل الحب نجاة أم هاوية؟ وهل الغراب رسول شؤم أم حامل للحقيقة؟ هي لوحة أدبية تنبض بموسيقى الحزن والجمال معًا.


استكشف المزيد من خلال الانضمام إلينا على مدونتنا : رحلتك عبر الكلمات و الألحان

شاهد أيضا 

قصيدة الحب والغراب: تحليل أدبي ونظرة إبداعية

شاهد أيضا: قصيدة نبض العشق

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة