بَيْنَ الزَّحْمَهْ، بَيْنَ الضَّجِيجِ،
صَوْتٌ جُوَّايَ يُنَادِي، وِينَ الطَّرِيقِ؟
ضَائِعٌ فِي بَحْرٍ مِن شَاشَاتٍ وَسَاعَاتٍ،
أَيَّامٌ تَمُرُّ، وَأَنَا مِشْ لَاقِي الذَّاتْ.
فِي عَالَمٍ مِن صُوَرٍ وَسْنَابَاتْ،
مَنْشِنْ هُنَا، لَايْكْ هُنَاكَ، وَلَا حُبَّاتْ؟
مَشَاعِرُ مُزَيَّفَةٌ تَحْتَ شَمْسِ الْغُرُوبْ،
أَدُورُ عَلَى حَقِيقَةٍ وَسَطَ كِذْبَةِ القُلُوبْ.
قَلْبٌ يَصْرُخُ: "وِينَ الحَنَانْ؟"
عَايِشٌ فِي بَيْتٍ وَهْمِيٍّ، بَيْنَ دُخَانْ.
كُلُّ شَيْءٍ سَرِيعٌ، حَتَّى الكَلَامْ،
بَسَّ الحَقِيقَهْ ضَاعَتْ، زَيِّ الأَحْلَامْ.
تِكْنُولُوجْيَا قَرَّبَتْنَا... أَوْ بَعَّدَتْنَا؟
كَلَامٌ كَثِيرٌ، وَمِينْ فَهِمْنَا؟
أَنَا جِيلٌ جَدِيدٌ، حَامِلٌ هُمُومَ الزَّمَانْ،
بَسَّ الحَاضِرُ يَقْتُلُنِي كُلَّ مَا كَانَ.
وِينَ الطُّمَأْنِينَهْ؟ وِينَ الأَمَانْ؟
نَفْسٌ تَهْرُبْ، وَنَفْسٌ مِشْ عَطْشَانْ.
حُلْمٌ بِيطِيرْ، وَوَاقِعٌ يُدْفَنْ،
وَبَيْنَ الزَّحْمَةِ وَالسُّكُونِ... أَنَا مُحْتَارٌ أُفَكِّرُ.
وصف القصيدة:
هذه القصيدة تمثل صرخة من أعماق جيل ضائع في دوامة التكنولوجيا والسرعة. "بين الزحمة والسكون" تعبر عن رحلة البحث عن الذات وسط عالم متسارع، حيث الأصوات تتصادم، والمشاعر تُختزل في ضغطة زر.
النص يحمل في طياته معاناة نفسية عميقة، تجسدها كلمات متدفقة ومشحونة بالتساؤلات والقلق. الأغنية تنسج تباينًا بين الزحام الخارجي والفراغ الداخلي، لتسلط الضوء على الاضطراب الذي يشعر به الشباب في عالم متداخل بين الواقع والافتراض.
الإيقاع حر ومتحرر، ينساب كتيار من الأفكار المتلاطمة، في حين تحمل الكلمات فيضًا من المشاعر التي تعكس صراعًا بين الرغبة في الهروب والبحث عن طمأنينة مفقودة. هذه الأغنية بمثابة مرآة تعكس هشاشة الروح في زمننا الحالي، وتترك المستمع يتساءل عن موقعه وسط كل هذا الضجيج.