لست وحْدَكْ حبيبي
لست وَحْدَكْ حَبِيبِي فِي اللَّيَالِي الطِّوَالِي
أراك كالقمر المُضِيءِ فَوْقَ الجِبَالِ
أراك في الوهمِ والخيالِ والظِلالِ
أراك في عيني إذا غابَ الهلالِ
لست وحْدَكْ حبيبي
لْستَ وحدكْ، وروحي إليك طائعةٌ
كَطَيرٍ يَحِنُّ إلى الأفْنانِ ضَائِعَةٌ
كَخَيْلٍ عَاشَتْ على الغَيمِ جَامِحَةٌ
تَطُوفُ حَوْلَكَ عِشْقاً لا تزالُ راكِعَةٌ
فَيَا مِنْْ يَسْكُنُ بَيْنَ الضُّلُوعِ سَرَاباً
ويا منْ غابَ ولمْ يعد ليجيباً
كَيْفَ الفِراقُ أنتَ لِيَ الشُرابُ؟
كيف الطَّرِيقُ إذا غابتْ فِيكَ الرِكابُ؟
لْتَ وَحْدَكْ، حَبِيبِي فَفيكَ الشَّمْسُ والقَمَرُ
وفِيكَ الليلُ إذا ما طالَ وانتشرُ
السحرُ إذا سالَ وانْكَسَرْ
كالقلبُ إذا بالُبِ انْصَهَرْ
ليس وحدكْ،
قَلْبي إليكَ يَمْضِي أسيراً
يزْحَفُ إليكَ رَغْمَ الآلامِ أسيراً
يغْرَقُ فِيكَ كَما يُغْرِقُ البَحْرُ نَسِيراً
أنتَ الحَيَاةُ وأنتَ النُّورُ والسَّرِيرَا
ليس وحدكْ،
حبيبي
فَفِي السَّماءِ نَجْمُكَ يَسْطَعُ
وفي الأرض حُبُكَ كالزَّهْرِ يَتَفَرَّعُ
يا منْ ملأتَ الرُوحِ عطراً يَتَشَعْشَعْ
لاتَ وحْدَكْ حبيبي
ليس وحدك، ففي صدرك وطنُ
ضلوعي نار العشق تَتَوَهّجُ
تسِيرُ في عُرُوقي كالسَّيْلِ إنْ تَفَجَّرْ
وتَمْكُثُ في خَاطِرِي كَمَا يَمْكُثُ العِطْرُ حِينَ يَتَبَخَّرْ
ليس وحدكْ، حَتَى لَوْ غِبْتَ في اللَّيالِي
مرحباً معي كالنَّجْمِ يَشِعُّ بينَ التِلالِ
أنتَ النَّسِيمُ الذي يَسْري في الأماني
أنتَ الحُلْمُ الذي يُزْهِرُ في جِنَانِ الأماني
ليس وحْدَكْ حبيبي
، ففي كل همْسَةٍ أسمْعُكَ
وَفِي كُلِّ لَمْحَةٍ أُبْصِرُكَ وأَتْبَعُكَ
أنتَ الوعدُ الذي في القَلْبِ أزْرَعُهُ
وأنتَ السِّرُ الذي لا أفشيه، وأستودعُهُ
ليس وحْدَكْ حبيبي
قصيدة لستَ وَحْدَكْ حَبيبي |
وصف مفضل للقصيدة :
هذه القصيدة بعنوان "لست وحدك حبيبي"، هي تعبير دقيق وعميق عن الحب والشوق و فيها تتداخل العناصر الطبيعية مثل القمر، النجوم، والشمس، لترسم صور للحبيب الذي يظل دائمًا حاضرًا في قلب وعقل الشاعرة. ويظهر الحب فيها كطاقة روحية تسري في العروق، كالماء والهواء، و لا يمكن الهروب منه أو نسيانه، بل هو جزء من إنسان الشاعر الذي يرافقها في كل لحظة .
تتكرر في فكرة أن الحبيب ليس فقط، يسكن الروح وتظل صوره تتجلى في كل تفاصيل الحياة اليومية. الحبيب هنا هو مصدر الإلهام بالنسبة للحبيبة و القوة، والراحة، و يتجلى ذلك حتى في لحظات الفراق، و يبقى الحب حاضرا .
باستخدام تراكيب شعرية مألوفة في الشعر ، مثل الاستعارة في شعرية فهي قصيدة تحت عن العشق الذي لا يعرف الحدود، وتؤكد على أن الحب هو النور الذي يضيء ظلمات الحياة.