يَا مَنْ يَجُوبُ الْمَدَى بِأَحْلَامِهِ
وَيَغْزِلُ الْأَمَلَ كَالْحَرِيرِ الْمُرِيحِ
أَرْسَلْتُ قَلْبِي عَلَى جَنَاحِ هَوًى
فَكَانَ السِّرُّ فِي اللِّقَاءِ الْمَلِيحِ
لَكَ فِي الْعُيُونِ حَدِيثٌ صَامِتٌ
يَفُكُّ الْأَلْغَازَ كَالْكِتَابِ الصَّرِيحِ
مَا بَيْنَنَا لَيْسَ كَكُلِّ الْبَشَرِ
أَنْتَ الْكَنْزُ وَأَنْتَ الْبَدْرُ الْفَصِيحِ
أَرْسَلْتُ حَرْفِي لِيَبْنِي جُسُورًا
فَكَانَ الْوُدُّ هُوَ النَّهْرُ الْفَسِيحِ
لِقُلُوبِ النَّاسِ شَوْقٌ يُغَنِّي
فِي وَاحَةِ الْحُبِّ وَالْحَنِينِ الْجَرِيحِ
أَغْزُو الْقُلُوبَ بِكُلِّ وُدٍّ وَحُبٍّ
فَلِي فِي الدُّنْيَا طَرِيقٌ وَضَرِيحِ
يَا مَنْ يُحَلِّقُ فِي السَّمَاءِ جَنَاحُهُ
وَيَرْتَقِي بِالْحُلْمِ فِي لَيْلٍ بَرِيحِ
يَسْبَحُ فِي نَجْمِ الْمَحَبَّةِ نَاظِرًا
وَيَحُوكُ فِي قَلْبِ السَّنِينِ طَمُوحِي
يَسْتَرْشِدُ الأَنْجَامَ فِي لَيْلِ الْهَوَى
وَيَغْنِي لِلْقَلْبِ الطَّرِيقَ الْمَفْتُوحِ
نَادَيْتُهُ، فَاسْتَجَابَ قَلْبُهُ وَحْدَهُ
كَالْبَحْرِ يَمْنَحُ مَدَّهُ لِلرِّيحِ
أَرْسَلْتُ كَلِمَاتِي كَنَبْضِ سَحَابَةٍ
تَسْقِي الزُّرُوعَ بِدَفْقِهَا وَالتَّرَاوِيحِ
وَفِي يَدِي مِفْتَاحُ قَلْبٍ لَا يَزُولُ
يَفْتَحُ لِلنَّاسِ الطَّرِيقَ الْمَسْبُوحِ
هَذَا الْحَبِيبُ، فَكَيْفَ أَنْسَاهُ؟
وَقَدْ أَضْحَى فِي الْقَلْبِ جَذْوَةً لا تَفُوحُ