قصيدة سحر القلوب

يَا مَنْ يَجُوبُ الْمَدَى بِأَحْلَامِهِ

وَيَغْزِلُ الْأَمَلَ كَالْحَرِيرِ الْمُرِيحِ


أَرْسَلْتُ قَلْبِي عَلَى جَنَاحِ هَوًى

فَكَانَ السِّرُّ فِي اللِّقَاءِ الْمَلِيحِ


لَكَ فِي الْعُيُونِ حَدِيثٌ صَامِتٌ

يَفُكُّ الْأَلْغَازَ كَالْكِتَابِ الصَّرِيحِ


مَا بَيْنَنَا لَيْسَ كَكُلِّ الْبَشَرِ

أَنْتَ الْكَنْزُ وَأَنْتَ الْبَدْرُ الْفَصِيحِ


أَرْسَلْتُ حَرْفِي لِيَبْنِي جُسُورًا

فَكَانَ الْوُدُّ هُوَ النَّهْرُ الْفَسِيحِ


لِقُلُوبِ النَّاسِ شَوْقٌ يُغَنِّي

فِي وَاحَةِ الْحُبِّ وَالْحَنِينِ الْجَرِيحِ


أَغْزُو الْقُلُوبَ بِكُلِّ وُدٍّ وَحُبٍّ

فَلِي فِي الدُّنْيَا طَرِيقٌ وَضَرِيحِ


يَا مَنْ يُحَلِّقُ فِي السَّمَاءِ جَنَاحُهُ

وَيَرْتَقِي بِالْحُلْمِ فِي لَيْلٍ بَرِيحِ


يَسْبَحُ فِي نَجْمِ الْمَحَبَّةِ نَاظِرًا

وَيَحُوكُ فِي قَلْبِ السَّنِينِ طَمُوحِي


يَسْتَرْشِدُ الأَنْجَامَ فِي لَيْلِ الْهَوَى

وَيَغْنِي لِلْقَلْبِ الطَّرِيقَ الْمَفْتُوحِ


نَادَيْتُهُ، فَاسْتَجَابَ قَلْبُهُ وَحْدَهُ

كَالْبَحْرِ يَمْنَحُ مَدَّهُ لِلرِّيحِ


أَرْسَلْتُ كَلِمَاتِي كَنَبْضِ سَحَابَةٍ

تَسْقِي الزُّرُوعَ بِدَفْقِهَا وَالتَّرَاوِيحِ


وَفِي يَدِي مِفْتَاحُ قَلْبٍ لَا يَزُولُ

يَفْتَحُ لِلنَّاسِ الطَّرِيقَ الْمَسْبُوحِ


هَذَا الْحَبِيبُ، فَكَيْفَ أَنْسَاهُ؟

وَقَدْ أَضْحَى فِي الْقَلْبِ جَذْوَةً لا تَفُوحُ


قصيدة رومنسية سحر القلوب



وصف القصيدة:


تُعبِّر هذه القصيدة عن رحلة وجدانية حالمة، حيث يتحدث الشاعر بلغة الحب والحنين، ويخاطب المحبوب بأسلوب رقيق وعاطفي. القصيدة تتناول موضوع الحب العميق الذي يتجاوز حدود الكلام، ويدخل في عالم المشاعر الخفية. يتجلى فيها التوق إلى اللقاء، مع تصوير الحبيب كالنجم اللامع في سماء الليل، الذي يهدي الشاعر في طريقه، ويملأ قلبه بالأمل.

في هذه القصيدة، يظهر الحب كقوة تتدفق كالبحر وتعلو كالنجوم، وفي الوقت ذاته يكون لطيفًا كنسيم يلامس الروح. الكلمات تنساب كالنغمات، مما يجعل النص مناسبًا للغناء، حيث يعبر عن مشاعر لا يمكن حصرها بالكلمات فقط، بل تمتد لتلامس القلوب وتفتح أبواب الود والتواصل الإنساني العميق.

القصيدة تنتهي بنغمة مؤثرة تُظهر مدى تأثير المحبوب في حياة الشاعر، حيث يصبح جزءًا لا يتجزأ من وجوده، رمزًا خالدًا للعشق والحنين.


إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم