U3F1ZWV6ZTIwNzE4MjAyNDIyNjk5X0ZyZWUxMzA3MDgzMzYwODkyNA==

قصيدة أنغام العشق ووهج السحر

يا زَهْرَ رُوحي، ويا أَنْغامَ أَوْتاري

أَسْرَيْتُ حُبًّا كفَجْرٍ بينَ أَسْرارِ


يا حُسْنَ طَيْفٍ يُنيرُ الدَّرْبَ في سَكَرِي

كَالبَدْرِ في لَيْلٍ يُداعِبُهُ أَقْدارِي


رَأَيْتُكِ في حُلُمِي، نُورًا يُؤَجِّجُهُ

وَلَهٌ يُسابِقُ قَلْبِي نحوَ إِصْرارِ


فيا مَلِيكَةَ قَلْبِي، يا شَجَرَتِي

أَنْتِ السَّماءُ، وَنَجْمٌ فَوْقَ أَقْمَارِي


نادَيْتُ حُبَّكِ في صَمْتِ المَدى دَمْعًا

وشَوْقُ قَلْبٍ كَأَنْفاسِ الأَزْهارِ


يا عِطْرَ أَنْفاسي


يا عِطْرَ أَنْفاسي، يا أُنْسِي وراحَتِي

أَذوبُ فيكِ كَماءِ الغَيْمِ في الدَّارِ


إِنْ كانَ حُبِّي جِبالًا ما اهْتَدَتْ

لِشُمُوخِ قَلْبٍ يُعانِقُ الأَمْطارِ


يا فِتْنَةً تَسْرِي في وَرْدِ خَدِّكِ نُورًا

تُحاكي بهِ الأَنْسامَ في الأَوْتارِ


فَلْتَعْلَمِي أَنَّنِي، والرُّوحُ مَحْضُ هَوًى

في لَيْلِ شَوْقٍ يُعانِقُ الأَقْدارِ


يا نَجْمَ لَيْلِي


يا نَجْمَ لَيْلِي، يَسْبَحُ الكَوْنُ مُنْدَهِشًا

لِرِقَّةِ الضَّوْءِ في عَيْنَيْكِ يا أَسْرارِي


رَأَيْتُ فيكِ حَياةً لا تُفارِقُني

وَعِشْتُ فيكِ كَما الجَذْرُ في الأَنْهارِ


يا دَرْبَ حُلْمي


يا دَرْبَ حُلْمي، وَكُلُّ العُمْرِ أُسْطُورَةٌ

أَسيرُ طَوْعًا، وَأَحْيا فيكِ مُخْتارِي


أُهْدِيكِ نَبْضِي، وَسِحْرُ الحُبِّ يَحْمِلُني

كالغَيْمِ يَرْوي زُهورَ الأَرْضِ في النَّارِ


قصيدة أنغام العشق ووهج السحر


وصف القصيدة:

هذه القصيدة تتغنّى بفيضٍ من العشق العميق والجمال الهادئ، حيث يجسد الشاعر حبه كأنغامٍ تتناغم مع الأوتار، ويصور الحبيبة كزهرة تُضيء دروبَ روحه وأمسياته الحالمة. ينبع من كل بيت نبضٌ من التوق والرغبة، وينسكب شوقه بين الألفاظ كأنسامٍ عطرة، تعبر عن تعلقه الذي لا ينطفئ، وولهه الذي يزهر في قلبه كالنجم في أفق الليل.


القصيدة تنسج في أبياتها لغةً عذبةً تلتقي فيها عناصر الطبيعة—كالنجم والغيم والزهور—لتعبر عن حُبٍّ خالد، يجمع بين طابع الشعر الجاهلي من حيث الأصالة والرونق، وجمالية اللغة العربية الفصحى في وصف الحبيب بكل ما فيه من تفاصيل تجذب الروح وتأسرها.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة