U3F1ZWV6ZTIwNzE4MjAyNDIyNjk5X0ZyZWUxMzA3MDgzMzYwODkyNA==

قصيدة أغنية المطر

أيّها المطرُ النديُّ، يا نشيدَ السَّماءِ

يا حُلُمَ الأرضِ العطشى، وبُشرى المساءِ


أقبلتَ كالعاشقِ بين الريحِ والغيمِ

ترقصُ في حضنِ السُّحبِ، وتُغني لليلِ الحُلمِ


يا قطراتِ النورِ في عتمةِ المدى

كيفَ يَسقيك الحنينُ، فتُزهرُ الصَّدى؟


أنتَ ضحكةُ الأرضِ حينَ تشتاقُ النَّدى

ورقصةُ الشجرِ الهائمِ تحتَ يديكَ المُبتلّةِ صدى


المطر... يا رسولَ البهاءِ الذي لا يخون

يا عِقدَ الوردِ حين يلبسُهُ كانون


أنتَ سرُّ الحياةِ حينَ تمحو الذبولَ

وترسمُ على الترابِ أغانيَ الفصولِ


يا مطراً يكتبُ على النوافذِ أغانيَ اللقاء

كأنّ كلَّ قطرةٍ تحملُ وعداً بالصفاءِ


كلُّ زخةٍ منك تُعلّم القلبَ النبضَ من جديد

وتُعيدُ للأملِ ما ضاعَ من عيدٍ وعيد


يا مطرَ الحُبِّ، يا غنوةَ الأشجارِ والبيوت

جئتَ لتَكتُبَ لنا حكاياتٍ لا تموت


تسقي الحقولَ، فتنهضُ الحقولُ غناء

ويزهرُ تحتَ أناملكَ ألفُ نداء


في حضورِكَ... تبتسمُ الطرقاتُ الهائمة

وينسى الحنينُ مواويلهُ الدائمة


يا مطراً منسوجاً بالضياءِ والأملِ

كلُّ قطرةٍ منك، حلمٌ على الأزلِ


فلا تَرحلْ بعيداً... أبقَ معنا قليلاً

كن غيمةً فوق رؤوسنا، وطيفاً جميلاً


دع الأرضَ تغسلُ تعبها بين يديكَ

ولتروِ الحكاياتِ التي انتظرتْ نداكَ


يا مطرُ، كن غنوةً لا تنتهي...

وارقصْ في الحقولِ كطائرٍ مُرتَوي.

أغنية الحب و الإبداع في قصيدة أغنية المطر


وصف القصيدة:

في هذه القصيدة الغنائية، يتغنى الشاعر بالمطر بوصفه رمزًا للحياة والأمل والتجدد. يُقدّم المطر في هيئة عاشقٍ أتى لينعش الأرض العطشى، فيرسم بين الرياح والغيم لوحةً من البهجة والأمل. من خلال صورٍ شعرية مليئة بالإحساس، يعكس الشاعر أثر المطر على الأرض والطبيعة، حيث يصبح كل شيء – من الشجر إلى الحقول – أكثر حيوية ونشاطًا تحت زخات المطر.

القصيدة تحتفي بالمطر ليس فقط كمصدرٍ للماء، بل كرسولٍ يحمل الفرح، ويعيد الحياة إلى الأماكن التي أصابها الذبول. يتكرر في الأبيات وصف المطر بأنه يحمل وعدًا دفينًا بالأمل، وكأنه يُغني للأرض، فيُعيد نبضها ويوقظ فيها روحًا جديدة. يُستحضر في النص حسّ إنساني عميق، حيث يعكس المطر مشاعر الحنين والتجدد التي تتفاعل مع الطبيعة، وكأن كل قطرة تحمل رسالة حب ولقاء منتظر.

تميزت القصيدة بإيقاع غنائي ناعم وباستخدام صور شعرية مشبعة بالرمز؛ فالمطر يظهر كعناق بين الأرض والسماء، وكغيمة تغسل القلوب والطرقات من عنائها، تاركةً وراءها طيفًا من الصفاء والجمال. في النهاية، يدعو الشاعر المطر إلى البقاء وعدم الرحيل، وكأن حضوره ليس مجرد ظاهرة طبيعية، بل حاجة نفسية وروحية للإنسان والطبيعة على حدّ سواء.



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة