أيّها المطرُ النديُّ، يا نشيدَ السَّماءِ
يا حُلُمَ الأرضِ العطشى، وبُشرى المساءِ
أقبلتَ كالعاشقِ بين الريحِ والغيمِ
ترقصُ في حضنِ السُّحبِ، وتُغني لليلِ الحُلمِ
يا قطراتِ النورِ في عتمةِ المدى
كيفَ يَسقيك الحنينُ، فتُزهرُ الصَّدى؟
أنتَ ضحكةُ الأرضِ حينَ تشتاقُ النَّدى
ورقصةُ الشجرِ الهائمِ تحتَ يديكَ المُبتلّةِ صدى
المطر... يا رسولَ البهاءِ الذي لا يخون
يا عِقدَ الوردِ حين يلبسُهُ كانون
أنتَ سرُّ الحياةِ حينَ تمحو الذبولَ
وترسمُ على الترابِ أغانيَ الفصولِ
يا مطراً يكتبُ على النوافذِ أغانيَ اللقاء
كأنّ كلَّ قطرةٍ تحملُ وعداً بالصفاءِ
كلُّ زخةٍ منك تُعلّم القلبَ النبضَ من جديد
وتُعيدُ للأملِ ما ضاعَ من عيدٍ وعيد
يا مطرَ الحُبِّ، يا غنوةَ الأشجارِ والبيوت
جئتَ لتَكتُبَ لنا حكاياتٍ لا تموت
تسقي الحقولَ، فتنهضُ الحقولُ غناء
ويزهرُ تحتَ أناملكَ ألفُ نداء
في حضورِكَ... تبتسمُ الطرقاتُ الهائمة
وينسى الحنينُ مواويلهُ الدائمة
يا مطراً منسوجاً بالضياءِ والأملِ
كلُّ قطرةٍ منك، حلمٌ على الأزلِ
فلا تَرحلْ بعيداً... أبقَ معنا قليلاً
كن غيمةً فوق رؤوسنا، وطيفاً جميلاً
دع الأرضَ تغسلُ تعبها بين يديكَ
ولتروِ الحكاياتِ التي انتظرتْ نداكَ
يا مطرُ، كن غنوةً لا تنتهي...
وارقصْ في الحقولِ كطائرٍ مُرتَوي.

إرسال تعليق