يا مريضَ الجَسَدِ، صَبراً واحْتِسَاباً
فإنَّ الصَّبرَ مِفْتَاحُ الأَبْوَابَا
لا تَيْأَسَنَّ مِنَ الأَلَمِ إذا اشْتَدَّ
فإنَّ الليلَ يَتْبَعُه الشِّهَابا
وإنَّ اللهَ في عَطفٍ و رَأْفَةٍ
يُشْفِيكَ فِي يَوْمٍ بِلَا حِسَابَا
**
لا تَحْزَنَنَّ إذا تَأَخَّرَ بُرَءُكَ
فالرِّزقُ في الصَّبرِ، خُذْ أسْبَابَا
كَمْ مِنْ مَرِيضٍ عاشَ في كَرْبٍ طَوِيلٍ
ثم شَفَاهُ اللهُ بَعْدَ عَذابَا
**
إنَّ الدُّعاءَ يُعافي كُلَّ مُبْتَلَى
فارقَعْ يَدَيْكَ، واطْلُبِ الجَوَابَا
واذْكُرْ بِأَنَّ اللهَ لا يَنْسَى عَبْداً
قَدْ لَجَأَ إلَيْهِ حِينَ اشْتَدَّ المُصَابَا
**
فَيَا مَرِيضَ اليَوْمِ، هَذَا النُّورُ آتٍ
وَكُلُّ شَكْوَاكَ سَتُصْبِحُ سَحَابًا
وَاعْلَمْ بِأَنَّ البَلَاءَ يَرْفَعُكَ قُدُماً
فَاسْتَمْسَكْ بِالأَمَلِ كَيْ تَبْلُغَ السَّ حَابَا
**
فِي كُلِّ أَلَمٍ حِكْمَةٌ مِنْ إِلَهِِنَا
فالجُرْحُ يُشْفِي القَلْبَ ويُذْهِبُ الأسْبَابَا
إنَّ الشِّفاءَ قَرِيبٌ، فاصْبِرْ وَاحْتَمِي
بِثَوْبِ الرِّضَا كَيْ تَسْلَمَ مِنَ العَذابَا
**
يُجيبُ المُضْطَرَّ إِذا مَا اسْتَكَانَ
يَعْلَمُ الحُزْنَ فِي الصَّدْرِ دَفِيناً
ويَمْحُو الألَمَ ويُبْقِي الأمَانَ
**
لا تَخشَ يا مريضَ اليومِ ضِيقاً
فَكُلُّ ضِيقٍ يَعْقِبُهُ اتْسَاعُ
والجُرْحُ يَلْتَئِمُ مَهْمَا تَعَسَّرَ
فالصَّبْرُ مُرٌّ لَكِنَّهُ نِفاعُ
**
قد يَبْتَلِي اللهُ الأَحِبَّةَ حِكْمَةً
لَكِنَّهُ الرَؤُوفُ، الرَّحِيمُ الرَّافعُ
فارْفَعْ يَدَيْكَ وَاطْلُبِ العَفْوَ عَاجلاً
فالبابُ مَفْتُوحٌ والرَّحْمَةُ شاسِعُ
**
يا كُلَّ مَن في جَسَدِهِ سَقَمٌ
لا تَنْسَ أنَّ اللهَ خَيْرُ الشَافِعِينَ
واصْبُرْ على ما قَدْ كَتَبَهُ لَكَ
فإنَّ العافِيَةَ تَأْتِي للصَابِرِينَ
قصيدة بلسم |