قصيدة بلسم

 يا مريضَ الجَسَدِ، صَبراً واحْتِسَاباً

فإنَّ الصَّبرَ مِفْتَاحُ الأَبْوَابَا

لا تَيْأَسَنَّ مِنَ الأَلَمِ إذا اشْتَدَّ

فإنَّ الليلَ يَتْبَعُه الشِّهَابا

وإنَّ اللهَ في عَطفٍ و رَأْفَةٍ

يُشْفِيكَ فِي يَوْمٍ بِلَا حِسَابَا

**

لا تَحْزَنَنَّ إذا تَأَخَّرَ بُرَءُكَ

فالرِّزقُ في الصَّبرِ، خُذْ أسْبَابَا

كَمْ مِنْ مَرِيضٍ عاشَ في كَرْبٍ طَوِيلٍ

ثم شَفَاهُ اللهُ بَعْدَ عَذابَا

**

إنَّ الدُّعاءَ يُعافي كُلَّ مُبْتَلَى

فارقَعْ يَدَيْكَ، واطْلُبِ الجَوَابَا

واذْكُرْ بِأَنَّ اللهَ لا يَنْسَى عَبْداً

قَدْ لَجَأَ إلَيْهِ حِينَ اشْتَدَّ المُصَابَا

**

فَيَا مَرِيضَ اليَوْمِ، هَذَا النُّورُ آتٍ

وَكُلُّ شَكْوَاكَ سَتُصْبِحُ سَحَابًا

وَاعْلَمْ بِأَنَّ البَلَاءَ يَرْفَعُكَ قُدُماً

فَاسْتَمْسَكْ بِالأَمَلِ كَيْ تَبْلُغَ السَّ حَابَا

**

فِي كُلِّ أَلَمٍ حِكْمَةٌ مِنْ إِلَهِِنَا

فالجُرْحُ يُشْفِي القَلْبَ ويُذْهِبُ الأسْبَابَا

إنَّ الشِّفاءَ قَرِيبٌ، فاصْبِرْ وَاحْتَمِي

بِثَوْبِ الرِّضَا كَيْ تَسْلَمَ مِنَ العَذابَا

**

ثِقْ في إلهِ الكَوْنِ، فَهْوَ الرَّحْمَانُ

يُجيبُ المُضْطَرَّ إِذا مَا اسْتَكَانَ

يَعْلَمُ الحُزْنَ فِي الصَّدْرِ دَفِيناً

ويَمْحُو الألَمَ ويُبْقِي الأمَانَ

**

لا تَخشَ يا مريضَ اليومِ ضِيقاً

فَكُلُّ ضِيقٍ يَعْقِبُهُ اتْسَاعُ

والجُرْحُ يَلْتَئِمُ مَهْمَا تَعَسَّرَ

فالصَّبْرُ مُرٌّ لَكِنَّهُ نِفاعُ

**

قد يَبْتَلِي اللهُ الأَحِبَّةَ حِكْمَةً

لَكِنَّهُ الرَؤُوفُ، الرَّحِيمُ الرَّافعُ

فارْفَعْ يَدَيْكَ وَاطْلُبِ العَفْوَ عَاجلاً

فالبابُ مَفْتُوحٌ والرَّحْمَةُ شاسِعُ

**

يا كُلَّ مَن في جَسَدِهِ سَقَمٌ

لا تَنْسَ أنَّ اللهَ خَيْرُ الشَافِعِينَ

واصْبُرْ على ما قَدْ كَتَبَهُ لَكَ

فإنَّ العافِيَةَ تَأْتِي للصَابِرِينَ


قصيدة بلسم
قصيدة بلسم


وصف القصيدة:

تتميز هذه القصيدة بروحها المفعمة بالأمل والطمأنينة، حيث تأخذ القارئ في رحلة من الألم إلى الراحة، ومن الصبر إلى الشفاء. تخاطب القصيدة المرضى الذين يعيشون تجربة المرض والمعاناة، لتكون لهم مرآة تعكس أهمية الصبر والاحتساب، وتذكرهم بأن الشفاء بيد الله، الذي لا ينسى عباده ويستجيب لدعائهم.

تتسم القصيدة بلغة شعرية بسيطة وقوية في آن واحد، تلامس القلوب وتزرع في النفوس بذور الأمل. الأبيات تحمل معاني الإيمان العميق والثقة بأن الله قريب من كل مضطر، وهو وحده القادر على إزالة الألم.

تنطلق القصيدة من واقع الألم والمعاناة الجسدية، لكنها تصعد تدريجيًا لتفتح أبواب السماء بالدعاء، مشيرة إلى أن الفرج قريب مهما طال البلاء. كما تستند القصيدة إلى فكرة أن الابتلاءات تُرفَع بالصبر، وأن ما يُظنُّ عسرًا اليوم قد يكون سببًا في خير غدًا.

باختصار، هذه القصيدة هي دعوة للاستمرار في الدعاء، والتمسك بالأمل، والإيمان بأن لكل عسرٍ يسراً، وأن الله يبتلي ليَرفع، ويُشفي ليُحيي القلوب من جديد.
إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم