قصيدة يا ابن العم

 يا ابنْ العَمْ، سامِحْنِي لو جَرَحْتَكْ بالكَلامْ

ما كانْ قَصْدِي أَخَلِّيكْ في حِيرَة أو آلامْ

أنتَ الغالي، وأنتَ اللِّي كانْ دَايِمْ جَنْبْ

لَكِنَّ القَلْبْ يِمْشِي وْراهْ، ما يُوقَفْ عِنْدْ حَدْ


أنتَ عَارِفْنِي مِنْ طُفُولْتِي، هَذا شَيءٍ أكِيدْ

بَسْ الحُبْ يا ابنْ العَمْ، ما يِجِي بالتَّحْدِيدْ

ما أَقْدَرْ أَكْذِبْ عَلى قَلْبِي وأَعْطِيكْ الوُعُودْ

وأنا قَلْبِي مَعْ غَيْرِكْ، وما أَمْلِكْ لهُ حُدودْ


البَرَّانِي اللِّي تِحْكِي عَنْهُ، مو عَشانْ بَعِيدْ

لَكِنْ حَسِّيتْ مَعاهْ شَيء، غَرِيبْ 

هَذَا الكَلَامْ

مو يَعْنِي إنَّكْ ما لَكْ مَكانْ

بَسْ الحُبْ أَحْياناً يِجِي بَلا اسْتِئذَانْ


أنتَ دايِمْ كُنْتْ لِي الأَخْ والرفِيقْ

 قَلْبِكْ صَادِقْ حَنُونْ وعَمِيقْ

لَكِنِّي بصِراحة، ما أَقْدَرْ أَغِشّ  أَنْتْ

تَسْتَحِقّ اللِّي يِحِبَّكْ مِنَ القَلْبْ 


يا ابنْ العَمْ أَدْرِي إنَّكْ تِظُنْ بِالغَرِيبْ 

لَكِنْ قَلْبِي تَبَعُهْ و حَسَّ بالحُبْ

هَذا ما يِعْنِي إنَّكْ غَلَطْ، أو ما تِسْتَاهِلْ كُلَّ حُبْ

لَكِنَّ النَّصِيبْ  هُو اللِّي كَتَبْ


يا ابنْ عَمِّي، لو الأَيَّامْ كانَتْ غِيرْ

يِمْكِنْ كُنْتْ أنا الحُلْمْ اللِّي لَكْ والقَدِيرْ

لَكِنْ هَذِي حَيَاتِي، وهَذَا اخْتِيَارِي

وأَتَمَنَّى تِلْقَى اللِّي يُحِبَّكْ بِإتقَدَارِي


بُكْرَهْ تِفْهَمْ، وتِلْقَى اللِّي يِسْعِدْ قَلْبِكْ

وعَارِفْ إنَّ الحُبْ مَكْتُوبْ وما نِقْدَرْ نِخْتَارْ

ما بَلُومَكْ لو زَعَلْتْ أو حَتَّى ابْتَعَدْتْ

لَكِنْ قَلْبِي مَعْ غَيْرِكْ، والْقَدَرْ هُو اللِّي حَكَمْ.



قصيدة يا ابن العم
قصيدة يا ابن العم


وصف القصيدة:

تأتي قصيدة "رد بنت العم" بمثابة اعتراف صريح وحزين من فتاة تجاه ابن عمها، الذي كان يحبها بصدق، لكنها لم تستطع مبادلته نفس المشاعر. بأسلوبها العفوي والبسيط، تعبّر الفتاة عن مشاعرها بشفافية، موضحة أن القلب ليس بيدها، وأن الحب أحيانًا يختار طريقًا مختلفًا عن المتوقع. القصيدة تعكس حيرة الفتاة بين التقدير العميق لابن عمها الذي كان دائماً قريباً منها، وبين مشاعرها القلبية نحو شخص آخر، "البراني"، الذي لامس قلبها بطرق لم يفعلها غيره.


القصيدة تجسد مشاعر الصراع الداخلي بين الوفاء للتاريخ والعائلة وبين الاستجابة لنداء القلب. تتسم الأبيات بالصدق والعفوية، وتوضح أن الحب لا يمكن فرضه، بل هو مشيئة القدر. رغم أنها تعترف بأنها اختارت "البراني"، فإنها تحافظ على الاحترام والمودة تجاه ابن عمها، وتتمنى له السعادة والراحة.


هذا النص يتميز بالشفافية والمباشرة، ويعبر عن موضوع شائع في العلاقات الإنسانية، وهو الانجذاب العاطفي الذي قد يذهب باتجاه غير المتوقع. توظف الفتاة كلماتها ببساطة وحنان، لتعبر عن تفهمها لمشاعر ابن عمها وتقديرها له، لكنها تؤكد أن القلب يذهب حيث يشاء، والقدر هو من يحكم في النهاية.


إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم