U3F1ZWV6ZTIwNzE4MjAyNDIyNjk5X0ZyZWUxMzA3MDgzMzYwODkyNA==

قصيدة بيديك الحل

بِعَيْنَيْكِ، يا حُلْميَ الَّذي لا يَغيبُ

تَشْرُقُ شَمْسي، وتُهَدْهِدُني دُروبُ المَسارِحِ والطِّيبِ

أَنْتِ القَصيدةُ الَّتي لَمْ تُكْتَبْ بَعْدُ

واللَّحْنُ الَّذي في صَمْتي، يَنْبِضُ بالرَّعْدِ


بِيدَيْكِ الحَلُّ، يا مَنْ تُجيدينَ السِّحْرَ

في لَمْسَةٍ مِنْكِ، يُغْسَلُ الجُرْحُ والقَهْرُ

كَيفَ جَعَلْتِ العُمْرَ يَزْهُرُ بَيْنَ يَدَيَّ؟

وَكَأَنَّكِ غَيْمَةٌ تَحْمِلُ الفَرَحَ إِلَيَّ


إِذا ضَلَّ قَلْبي... وَجَدَ في صَوْتِكِ نَجاتي

وَإِذا اهْتَزَّتِ الرُّوحُ، كانَتْ عَيْناكِ غاياتي

بِيدَيْكِ الحَلُّ، وأَنْتِ كُلُّ الأَسْئِلَةِ

حينَ تَعْجِزُ عَنِّي الدُّروبُ الثَّقيلَةُ المُقْفَلَةُ


تَعالَيْ، نُعيدُ الزَّمَنَ إِلى نَبْضِهِ الأَوَّلِ

وَنَكْتُبُ حُلْمَنا كَأَنَّهُ قَدَرٌ مُكْتَمِلُ

يَداكِ... مَفاتيحُ نَجاةٍ مِنْ كُلِّ التِّيهِ

وفي قُرْبِكِ، كُلُّ العَثَراتِ تُصْبِحُ رِيحَةَ مِسْكٍ وَماءِ نَقِيٍّ


أَنْتِ الحَياةُ حينَ تَشْتَدُّ بيَ الحَياةُ

وأَنْتِ الأَمانُ إِذا خانَ الأَمَلُ وَأَغْلَقَ النِّهاياتِ

لا تَسْأَلي كَيفَ صِرْتُ أَسيرَ يَدَيْكِ

فَقَلْبي، مُنْذُ عَرَفَكِ، صارَ بَيْنَ كَفَّيْكِ


بِيدَيْكِ الحَلُّ، فَلا تُطيلِي الغِيابَ

بِكُلِّ لَحْظَةٍ تَمُرُّ، أَشْعُرُ بِالانْجِذابِ

أَنْتِ البِدايَةُ، وأَنْتِ النِّهايَةُ الَّتي أُريدُ

وَما بَيْنَ حُضورِكِ غَيْمَةٌ تُمْطِرُ عيدًا جَديدَ


يا زَهْرَةً تَفْتَحُ في قَلْبي بَلا سُؤالٍ

وفي عِطْرِكِ تَنْتَهي كُلُّ الأَحْزانِ والخَيالِ

بِيدَيْكِ الحَلُّ، وأَنْتِ في عُيوني القَدَرُ

كَأَنَّكِ وَرْدَةٌ لا تَذْبُلُ مَهْما دارَ بِها المَطَرُ.


أجمل  القصائد قصيدة  بيدَيْكِ الحَلُّ


وصف القصيدة:

قصيدة "بيديكِ الحَلُّ" هي عمل شعري رومانسي عذب، يعكس تجربة وجدانية غامرة تتأرجح بين الحب والأمل، والاحتياج والطمأنينة. في هذه القصيدة، يظهر الحبيب وكأنه غريق يبحث عن النجاة، فلا يجدها إلا في حضور محبوبته، التي تصبح رمزًا للحل والخلاص من كل ما يعترض طريقه. الكلمات تنساب برقة لتصور أثر المحبوبة وكأنها لمسة سحرية تشفي الجروح وتعيد التوازن إلى حياته.


اعتمد الشاعر على صور شعرية نابضة بالحياة، مثل تشبيه المحبوبة بالغيمة التي تحمل الفرح، ومفاتيح النجاة التي تفتح الأبواب المغلقة. هذه الصور تعزز الجو الحالم للنص وتعبّر عن مدى تأثير المحبوبة في تفاصيل حياة الحبيب. كما تتسم القصيدة بالإيقاع العاطفي، الذي يتماشى مع ثيمات الشوق والارتباط الروحي، ما يجعل الكلمات تمس القلوب.


اللغة المستخدمة في القصيدة تمتاز بالسلاسة والعذوبة، حيث تتلاقى الكلمات كأنها نغمات تتشكل برقة وهدوء، لتعكس حالة وجدانية يغلب عليها الحنين والتعلق العميق. الشاعر يجعل من الحبيبة محور الكون الداخلي للشخصية المتحدثة، فتصبح يدها الملاذ والحل لكل ما يعكر صفو حياته.


في هذه القصيدة، لا يقدم الشاعر الحب كعلاقة سطحية، بل كحالة إنقاذ متبادلة؛ إذ تكون المحبوبة ليس فقط ملجأً، بل أيضًا المفتاح الذي يعيد للحياة معانيها، وكأنها الضياء في لحظات التيه.


"بيديكِ الحَلُّ" ليست مجرد أغنية حب؛ بل هي دعوة صادقة للبقاء والاتحاد، حيث يختزل الشاعر بين أبياتها معنى الارتباط الروحي العميق الذي يجعل المحبوبة مركز الكون في عيني الحبيب، وملجأً لكل ما يواجهه من مشاعر الضياع. 


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة