U3F1ZWV6ZTIwNzE4MjAyNDIyNjk5X0ZyZWUxMzA3MDgzMzYwODkyNA==

يا صاحبي

ya sahbi



 طُولِ العِشْرَهْ يَا صاحبي الغَالِي

بِينْ القُلُوبِ حُبْ وَمَاشِي خَالِي

خُبْزْ وْمِلْحْ وَجِيرَهْ قْدِيمَهْ 

نَحْلِفْ عَلِيكَ مَا نَنْسَاكْ لْيَالِي


كِبْرْنَا وَسْطْ الحُومَهْ و  اللَمَهْ

ضْحِكْنَا وِفْرِحْنَا فِي كُلِّ قَسُومَهْ

شَهْدْ عَلِينَا اللِيلْ وِنْجُومَهْ

العِشْرَهْ تْصُونُهَا الرْجَالْ الرْحُومَهْ


طُولِ العِشْرَهْ يَا  صَاحْبِي يا وِلْدْ الحُومَهْ

بِينْ القُلُوبِ حُبْ وَمَاشِي خَالِي

خُبْزْ وْمِلْحْ وْجِيرَهْ 

نَحْلِفْ عَلِيكَ مَا نَنْسَاكَ لَيَالِي


يَا رْفِيقْ الضِّحْكَهْ فِي الصِّغَرِ صَاحْبِي يا وِلْدْ الحُومَهْ

يَا لْقِيتَكْ وَقْتَ العُسْرْ

اللِيلَهْ نَحْكِي عَلَى الوَفَا وِ نْغَنِي

عَالعِشْرَهْ اللِي بِينَاتْنَا و تْخَلِّدْ 


طُولِ العِشْرَهْ يَا خُويَا الغَالِي

بِينْ القُلُوبْ حُبٌّ وْمَاشِي خَالِي

خُبْزْ وْمِلْحٌ وَجِيرَهْ قْدِيمَهْ

نَحْلِفْ عَلِيكَ مَا نَنْسَاكَ 


رَبِّي يْدَوِّمْ عْلِينَا الأَيَّامْ لَهْنِيَهْ

وْيَحْفَظْ العِشْرَهْ مِنْ كُلِّ خْصُومَهْ

يَا صَاحْبِي فِي القَلْبْ كَلَامْ

العِشْرَهْ نِعْمَهْ، وَحُبْ وْسَلَامْ


المقدمة:

تُعدُّ الأغاني الشعبية جزءًا أساسيًّا من الثقافة الفنية، حيث تعكس قضايا المجتمع ومشاعره بأسلوب بسيط وملامس للقلب. أغنية "يا صاحبي" هي مثالٌ رائع على هذا النوع، حيث تبرز قيم الوفاء والصداقة من خلال كلماتها التي تعبّر عن طول العشرة والذكريات الجميلة. في هذا التحليل، سنتناول أبعاد الأغنية من حيث الكلمات، الموسيقى، والمضمون الاجتماعي.


الكلمات والمضمون:

تتمحور كلمات الأغنية حول موضوع الصداقة الحقيقية التي تمتد عبر الزمن، مع التركيز على قيم الوفاء والإخلاص. الكلمة المفتاحية "طُولِ العِشْرَهْ" تعكس العمق الذي ترغب الأغنية في تسليط الضوء عليه. من خلال عبارات مثل:


"خُبْزْ وْمِلْحْ وَجِيرَهْ قْدِيمَهْ / نَحْلِفْ عَلِيكَ مَا نَنْسَاكْ لْيَالِي"


تُبرز الأغنية الروابط الاجتماعية القوية التي تُبنى على البساطة والتقاسم. الكلمات تتميز بلهجة شعبية تونسية، مما يُكسبها أصالة ويجعلها قريبة من قلوب الجمهور المستهدف. كما أن الإشارات إلى "الحومة" (الحي) و"اللَمَّهْ" (التجمع) تضفي على الأغنية طابعًا محليًّا يعكس أجواء الحياة اليومية في المجتمع.


الجانب الموسيقي:

الأغنية بأسلوبها الشعبي تتطلب مزيجًا من الآلات الموسيقية التقليدية، مثل المزود (Tunisian Bagpipe)، الدربوكة، والبندير. مقام الأغنية يمكن أن يكون مقام السيكا أو مقام الصبا، نظرًا لطابع الكلمات العاطفي والشجي. الإيقاعات المستخدمة غالبًا تكون راقصة، لكنها تحمل بُعدًا وجدانيًّا يجعل المستمع يتفاعل مع الأغنية عاطفيًّا وحركيًّا،  و لكن أحبذ أن تكون على النمط العصري و يمكن أن تغنى الكلمات بأسلوب عصري (الراب أو الفري ستايل الشبابي) على نفس المقامات المذكورة لكن بطابع جديد و آلات موسيقية جديدة.


القيم الاجتماعية المُعَبَّر عنها:

تُظهر الأغنية أهمية العلاقات الإنسانية في مواجهة تحديات الحياة. من خلال تذكير المستمع بقيمة "العشرة"، تعكس الأغنية فلسفة حياتية تُقدّر البساطة والتعاون. كما أنها تطرح نموذجًا إيجابيًّا للصداقة، وتحثّ على الحفاظ على الروابط رغم تغير الزمن.


الرمزية في الأغنية:


"خُبْزْ وْمِلْحْ" تُرمز إلى البساطة والمشاركة.


"الحومة" ترمز إلى البيئة الاجتماعية الدافئة التي تُنشئ الأصدقاء الحقيقيين.


"اللَمَّهْ" تعبّر عن وحدة المجتمع وأهمية الترابط.


الأثر العاطفي والجماهيري:

الأغنية تمتلك قدرة كبيرة على لمس المشاعر، خاصةً لدى جمهور يعايش نفس القيم والمواقف التي تعبر عنها. الكلمات التي تمتزج باللحن الشعبي تجعل الأغنية تُغنّى في المناسبات الاجتماعية أو حتى جلسات الأصدقاء البسيطة.


الخاتمة:

"يا صاحبي" هي أكثر من مجرد أغنية؛ إنها رسالة تحمل قيم الصداقة والوفاء بأسلوب يُبرز الأصالة الثقافية. من خلال كلماتها المعبرة وإيقاعاتها الشعبية، تُعدُّ هذه الأغنية تجسيدًا فنيًّا لروح المجتمع التونسي وتعكس الجمال في العلاقات الإنسانية. يمكن القول إنها نموذج يُحتذى به للأغاني الشعبية التي تدمج بين البساطة والعاطفة العميقة.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة