U3F1ZWV6ZTIwNzE4MjAyNDIyNjk5X0ZyZWUxMzA3MDgzMzYwODkyNA==

في دُروب الليلِ أسيرُ وحيدًا

الحجم
في دروب الليلِ أسيرُ وحيدًا

تاهتْ خطايَ، والجهلُ يعمي الوريدَا

أبحثُ عن نورٍ يضيءُ طريقي،

لكنَّ القلبَ في غفلةٍ صارَ بليدَا.



أينَ السبيلُ إلى برِّ أمانٍ؟

والروحُ عطشى تُناجي الحنانَا

تناديكَ يا ربَّ الكونِ رجاءً،

عسَى فجرُ الهُدى يُبدِّدُ الهوانَا.



ظننتُ الغنى سرَّ السعادةِ يومًا،

فجاءَ الخواءُ يملأُ المكانَا

وركضتُ خلفَ وهمٍ زائلٍ،

فكانَ السرابُ أكبرَ خُسرانَا.




يا نفسُ عودي، فإنَّ العمرَ فانٍ،

ولا أمانَ إلا لمن صدقَ البيَانَا

نورُ الصلاةِ في ظلمةِ الليالي،

كالنبراسِ يهدينا الإيمانَا.



قومي إلى المحرابِ، واركعي خضوعًا،

واجعلي الدعاءَ حبلَ الأمانَا

فالدمعُ مفتاحٌ يغسلُ الذنوبَ،

والسجودُ جسرٌ يعبرُ الوجدانَا.



يا ربُّ، عفوَك إنْ زلَّتْ خطايَ،

فأنتَ الكريمُ تسامحُ العصيانَا

مدَّ لي نورَ الصلاةِ طريقًا،

فأعيشُ في ظلكَ أملًا وأمانَا.



من عرفَ الصلاةَ عاشَ كبيرًا،

ففيها يُحلقُ الروحُ عظيمَ الشأنَا

يا نفسُ، قومي للهدى، واستريحي،

فنورُ الصلاةِ يُنسيكِ الأحزانَا.


في دُروب الليلِ أسيرُ وحيدًا


وصف القصيدة ومقاصدها

الوصف العام:

تأتي هذه القصيدة بأسلوب فني راقٍ يحمل في طياته عمقًا فكريًا وروحيًا، فهي تسرد رحلة الإنسان في مواجهة تيه الحياة وضياع النفس في غياهب الغفلة. تبدأ بالحديث عن الحيرة والانكسار، ثم تنتقل إلى التساؤل عن السبيل للخروج من هذا الظلام، لتنتهي باللجوء إلى الله عز وجل عبر الصلاة، بوصفها المنقذ والملاذ الأخير.

البنية الفنية:

الموضوع المركزي: الضياع والهداية.

العاطفة المسيطرة: مزيج من الحزن، الندم، والرجاء.

اللغة والأسلوب: اعتمدت القصيدة على لغة عربية فصيحة، مزينة بالصور البلاغية التي تجسد الحالة النفسية للمتكلم، مثل "تاهتْ خطايَ" و" الدمعُ مفتاحٌ يغسلُ الذنوبَ".

الإيقاع: استخدمت القصيدة بحرًا شعريًا يتسم بالانسجام، ما يضفي على النص لحنًا داخليًا مناسبًا للإنشاد أو الغناء.

المقاصد والدلالات:

التنبيه إلى الغفلة:

تشير القصيدة إلى أن الإنسان قد يغرق في متاع الدنيا وزيفها، فيبتعد عن جوهره الروحي. هذا التوهان يعبر عنه في البداية بالضياع والسير في دروب مظلمة.

أهمية الصلاة في حياة الإنسان:

تعد الصلاة الرابط بين العبد وربه، وهي الوسيلة التي تعيد التوازن للنفس البشرية، وتغسل عنها أعباء الذنوب والهموم. الصلاة في القصيدة ليست فقط طقسًا دينيًا، بل هي ملجأ للروح الباحثة عن الأمان.

الدعوة إلى التوبة:

يظهر النص الروح الإيمانية العميقة من خلال الدعوة للرجوع إلى الله تعالى والاعتراف بالخطأ، مع إبراز صفاته كالغفران والرحمة.

التأكيد على الأمل في رحمة الله:

رغم الانكسار والتوهان، فإن القصيدة تحمل نبرة رجاء قوية، مؤكدة أن العودة إلى الله تعيد للنفس صفاءها وسكينتها.

الخاتمة و رسالة القصيدة:

القصيدة تدعو القارئ أو المستمع إلى التأمل في حاله الروحي، وإدراك أن السعادة الحقيقية تكمن في العودة إلى الله عبر الصلاة التي تمثل ضوءً  يُبدد عتمة الحياة. كما تحث على استشعار نعمة الإيمان وقيمتها في إصلاح النفس وتهذيبها.

باختصار، هذه القصيدة هي دعوة صادقة للتوبة، ومحاولة فنية لإبراز جمال الصلاة كركيزة أساسية للحياة الروحية.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة